ماهي آلية دورة رمضان مع الفصول الأربع؟
:. شهر رمضان يجوب الفصول الأربعة خلال 33 سنة قمرية ليكمل دورة كاملة، فتارة نصوم في الشتاء وأخرى في الخريف ومرة في الصيف ورابعة في الربيع وهكذا دواليك، ونحن الآن نعيش رمضانات صيفية .. فيها يطول النهار ويقصر الليل، وترتفع درجة الحرارة وتشتد وطأة العطش والجوع، ورمضان عام 1428هـ هو أول رمضان يدخل في فصل الصيف بعد أن
خرج منه عام 1405هـ.
خرج منه عام 1405هـ.
ودخول رمضان لعام 1431هـ سيكون في العشر الوسطى من شهر أغسطس وهذه الحالة تشابه دخول رمضان عام 1397هـ أي قبل 34 سنة، وسيتكرر المشهد بإذن الله تعالى عام 1464هـ والله المستعان؛ وعلة
ذلك أن السنة الهجرية القمرية أقصر من السنة الميلادية الشمسية بمتوسط 11 يوماً، وبعبارة أخرى كل ثلاث سنوات يتقدم رمضان شهراً واحداً تقريباً مقارنة بالشهور الميلادية؛ لذا عام 1437هـ سيدخل رمضان في آخر فصل الربيع (يونيو)، ومن ثم يبدأ بالتقدم والزحف رويداً رويداً (11 يوماً في السنة) حتى يتوسط فصل الربيع وهكذا، ومن ثم يدخل رمضان في آخر فصل الشتاء (مارس) عام 1445هـ ولله في خلقه شؤون.
ذلك أن السنة الهجرية القمرية أقصر من السنة الميلادية الشمسية بمتوسط 11 يوماً، وبعبارة أخرى كل ثلاث سنوات يتقدم رمضان شهراً واحداً تقريباً مقارنة بالشهور الميلادية؛ لذا عام 1437هـ سيدخل رمضان في آخر فصل الربيع (يونيو)، ومن ثم يبدأ بالتقدم والزحف رويداً رويداً (11 يوماً في السنة) حتى يتوسط فصل الربيع وهكذا، ومن ثم يدخل رمضان في آخر فصل الشتاء (مارس) عام 1445هـ ولله في خلقه شؤون.
دورة شهر رمضان على الفصول الأربع.
وما الحكمة في جعل الصيام يتبع الشهور القمرية لا الشمسية؟
:. آلية الشهر الإسلامي معتمدة على دوران القمر حول الأرض (الشهر القمري)، ولم تعتمد دوران الأرض حول الشمس (الشهر الشمسي)، والحِكَم في ذلك كثيرة، منها أن يطوف شهر رمضان وليلة القدر ويوم عرفة والأزمنة الفاضلة في كل الفصول الأربع، ثم لو ربط الصيام بالشهور الميلادية لصام ناس طول حياتهم في فصل الصيف، وآخرون في فصل الشتاء.
*****
وما الذي نستنتجه من كون السنة القمرية أقصر من السنة الشمسية؟
:. نستنتج أن السنة الهجرية ستلحق بالسنة الميلادية يوماً ما، إذ تتحرك السنة القمرية بمعدل سرعة يصل إلى 11 يوماً في السنة أسرع من الميلادية ... وبحساب بسيط وطريف ستلحق السنة الهجرية بالميلادية عام 20841 (عشرون ألف وثمانمائة وواحد وأربعون) والله المستعان. وأشار المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم ـ وبشكل غير مباشرـ إلى التفاوت بين النظامين القمري والشمسي في معرض حديثه عن قصة أصحاب الكهف حيث قال: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} وفق الحساب الشمسي حيث دارت الأرض حول الشمس 300 مرة ثم قال عز وجل {وَازْدَادُوا تِسْعاً} وفق الحساب القمري فكل 100 سنة شمسية يقابلها 103 سنة قمرية.
*****
:. ستلحق السنة الهجرية بالميلادية في 1 محرم 20841هـ الموافق 28 ديسمبر 20841م ، وسيستمر النظامان 33 سنة من عام 20841 حتى 20874 برقم سنة واحدة، بعدها تسبق الهجرية الميلادية للأبد. ولعشاق أرقام التواريخ المميزة والذي لن يتكرر في الوجود إلا في يوم واحد فقط، وذلك عندما يتوافق الهجري مع الميلادي باليوم والشهر والسنة، وذلك يوم الثلاثاء الموافق1 / 5 / 20874 هـجري وميلادي.
*****
:. تقويم أم القرى حدد الفارق بين وقتي المغرب والعشاء بساعة ونصف طول السنة عدا رمضان ساعتان، وهذا التحديد اصطلاحي، مدني، ولا يتعارض مع الوقت الشرعي للعشاء، إذ يدخل وقتها الشرعي قبل ساعتين وأحياناً قبل ساعة ونصف (تختلف وفقاً للموقع الجغرافي وشهور السنة). والعلة في تأخيرها في رمضان لإعطاء الصائمين فسحة ومهلة لتناول الإفطار، ومن ثم الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح، هذا من جهة ومن جهة أخرى تأخير صلاة العشاء سنة.
*****
هل يوجد فروقات تذكر في المواقيت بين مدن ومحافظات المملكة؟
:. نعم.. فمساحة السعودية شاسعة واسعة ولله الحمد، ووفقاً لرمضان القادم فإن أطول فترة صيام ستكون في أول يوم في رمضان على مستوى المملكة وستكون الفترة الأطول في طريف 14 ساعة و 57 دقيقة، مقابل أقصر فترة صيام في جازان 14 ساعة و ثلاث دقائق في اليوم الأول، بفارق 54 دقيقة، ويعود سبب ذلك كون النهار أطول والليل أقصر كلما اتجهنا شمالاً.
أيضاً مما يذكر في هذا الشأن أن سكان مركز الشيبة في شرق الربع الخالي أول الناس فطراً في السعودية (على سبيل المثال في أول يوم يفطرون الساعة الخامسة و 54 دقيقة) ، مقابل آخر الناس فطراً في مركز الشيخ حميد أقصى الشمال الغربي من السعودية (على سبيل المثال في أول يوم يفطرون الساعة السابعة و 24 دقيقة) ، أي بفارق ساعة و 30 دقيقة بين شرق المملكة وغربها.
*****
:. نعم.. يعد أول يوم في رمضان هو الأطول بسبب قربه من وقت الانقلاب الصيفي (21 يونيو) ، بينما آخر يوم في رمضان سيكون هو الأقصر، بمعدل فرق يتراوح بين 29 دقيقة في الجنوب، و 44 دقيقة في الوسط، و 59 دقيقة في الشمال، وبتناقص يتراوح معدله بين 58 ثانية إلى دقيقة و58 ثانية يومياً، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
*****
:. يدخل شهر رمضان هذا العام كما أسلفت في 11 أغسطس، متزامناً مع دخول طالع النثرة (الكليبين) ومتزامناً مع موسم طباخ التمر الذي بدأ بعيد منتصف يوليو، حيث تستمر التمور بالتلون والنضج، ويستمر موسم طباخ اللون نظريّاً حتى نهاية أغسطس، ومن المتوقع أن يتميز الطقس إبان شهر رمضان بما يلي:
خلال شهر أغسطس عادة ينتهي موسم رياح البوارح (الشمالية) النشطة والمثيرة للغبار وذلك بسبب تشكل منخفض جوي وسط المملكة؛ يؤدي إلى تغير مهب الرياح الشمالية السائدة قبل ذلك إلى جهات جغرافية أخرى؛ وهذا يؤدي عادة إلى ارتفاع درجة الحرارة في مثل هذه الوقت من السنة.
ويشار إلى أن أعلى معدلات درجة الحرارة خلال السنة تتزامن مع طالع الكليبين، كما ترتفع خلال تلك الفترة نفسها درجة الرطوبة الجوية على السواحل الشرقية والغربية، وارتفاع الحرارة والرطوبة في هذا الوقت من السنة يصيب الإنسان بالإرهاق الشديد؛ ومن ثًمّ قلة الإنتاج. ووفقاً لمعطيات بعض النماذج الرياضية المناخية، فمن المتوقع بإذن الله تعالى أن تكون درجة الحرارة في رمضان أعلى من معدلها السنوي بـ 0.5 إلى درجة واحدة مئوية.
ويشار إلى أن في مثل هذه الفترة من السنة ـ عادة ـ تتشكل السحب العالية والمتفرقة في سماء الوسطى والغربية وأحياناً الشرقية والتي مصدرها بحر العرب، وهي سحب خفيفة وغير ممطرة في العادة، وتتسبب بارتفاع درجة الحرارة ليلاً، وتتحرك من الشرق إلى الغرب تبعاً لحركة الرياح النفاثة العلوية (الشرقيات)، وهذه الأجواء والمظاهر هي التي تميز موسم طباخ اللون أو التمر الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك.
*****
:. في رمضان قد تمتد الجبهة شبه المدارية (ITCZ) والمحملة بكميات من بخار الماء حتى تتوغل شمالاً لتبلغ منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد تسبب ـ بإذن الله تعالى ـ بسقوط أمطار رعدية صيفية جميلة تلطف من حرارة الجو، وقد تصحب برياح نشطة وهابطة من السحب الركامية والتي قد تثير الغبار في الوقت نفسه، وأحياناً تبلغ سرعة الرياح الهابطة أكثر من 80 كم في الساعة؛ فتسبب أضراراً في الممتلكات. بينما المرتفعات الجنوبية الغربية تعتبر هذه الفترة من السنة غنية بأمطارها الصيفية ـ بإذن الله تعالى ـ والتي قد تكون غزيرة أحياناً والله أعلم.
*****
:. في 14 رمضان الموافق 24 أغسطس يدخل موسم سهيل، والعوام يقولون: إذا دخل سهيل لا تأمن السيل، ومن خلال الاستقراء التاريخي (فقد) تهطل في النصف الثاني من رمضان أمطار خفيفة على الوسطى، والمزارعون يتخوفون من الأمطار المبكرة في موسم سهيل وذلك خوفاً على محاصيل التمر التي بعضها لا يزال بطور النضج.
0 التعليقات:
إرسال تعليق